دور المدرس في التوجيه التربوي
صفحة 1 من اصل 1
دور المدرس في التوجيه التربوي
اعتبر المشروع الخاص ب"وضع نظام ناجع للإعلام والتوجيه" ، والذي جاء به البرنامج الاستعجالي، أن التوجيه التربوي شأن عام، وليس حكرا على أطر التوجيه التربوي فقط، ولهذا سيتم تعبئة الفاعلين بخصوص التوجيه وإشراك الأساتذة والآباء والمهنيين كذلك في المجهود المبذول لمساعدة المتعلمين على التوجيه. وفي هذا الصدد سيتم تكوين أساتذة الثانوي الإعدادي والتأهيلي من خلال تنظيم ندوات ولقاءات تحسيسية في مجال المصاحبة والمساعدة على التوجيه، لتمكينهم من عدة كفايات تساعدهم على مباشرة هذه المهام على الوجه المطلوب. وهذا ما نظمته نظمته بعض الأكاديميات والنيابات، ويتم التهييء له في أكاديميات ونيابات أخرى.
والأكيد أن جل مقاربات التوجيه التربوي تجمع على أن للمدرس تأثير كبير في المسار الدراسي للتلاميذ وفي رسم معالم دراساتهم وتكويناتهم المستقبلية. وذلك بحكم المدة الكبيرة التي يقضيانها مع بعض في الأقسام الدراسية، وبحكم انبهار البعض بهم وبشخصياتهم وبالمواد التي يدرسونها. ولهذا ترى التلاميذ يسألون مدرسيهم عن نظام التقويم المعتمد في المادة المدرسة أو نظام التقويم الإجمالي، وعن مختلف الشعب الدراسية، والفرق بينها وعن المؤهلات التي تتطلبها كل شعبة دراسية... وغالبا ما يجيب الأستاذ من خلال شبكة المعلومات المتوفرة لديه، وتعد إجابة الأستاذ هنا مساهمة في الإعلام المدرسي الذي يرتكز عليه التوجيه، والأكيد أنه إن لم تكن للمدرس معلومات صحيحة كاملة موثوقة ومحينة، أو إذا أجاب بالاعتماد على ماضيه الدراسي، أو إذا كانت لديه تمثلات خاطئة عن الشعب الدراسية ومستقبله الدراسي والمهني... فسيلقي بالتلميذ في اختيارات خاطئة ستخلق له لا محالة صعوبات دراسية تشكل تبعاتها تأثيرات نفسية عميقة، وستؤدي به إلى الفشل. لذا، لا يمكن إنكار ايجابيات مثل هذه الدورات التكوينية، إن هيأت لها الظروف الملائمة. منها معرفة مختلف المتدخلين في عملية التوجيه، والاطلاع على مختلف المعارف المستعملة في حقل التوجيه، من قبيل: المشروع الشخصي، التوجيه النشيط، الإعلام المدرسي، وغيرها كثير. ولا بأس أيضا من معرفة المدرس لحد أدنى من المعلومات التي يمكن أن يفيد بها التلميذ من قبيل مختلف الشعب الدراسية التي يمكنه التوجه إليها، المواد، المعاملات، نظام التقويم... تغيير التوجيه.
ويمكن من خلال هذه الأيام التكوينية أن يصحح المدرس ما راكمه من تمثلات خاطئة عن التوجيه التربوي، كتفضيل شعبة عن أخرى، أو اعتبار التوجيه من اختصاص إطار التوجيه فقط، أو تصنيف المهن إلى ذكورية وغير ذكورية، أو اعتبار التوجيه عملية لحضية... فإذا كان الأستاذ عنصرا فاعلا في التوجيه أثناء البث في قرارات التوجيه من خلال مجالس الأقسام الخاصة بالتوجيه، فقد أضحى من الضروري أن يساهم من مواكبة سيرورة الاختيار لدى التلميذ. وانطلاقا مما سبق يتبين أن للمدرسين دور أساسي ومهم باعتبار تأثيرهم الكبير والواضح في اختيارات التلاميذ. فملازمتهم ومصاحبتهم للتلاميذ تدوم لفترة أطول من أي متدخل آخر. كما أن الأنشطة التعليمية داخل القسم، على اختلافها، تشكل باستمرار فرصة للتلميذ لاكتشاف ذاته ومحيطه التربوي الاجتماعي و الاقتصادي. إذن من الضروري الوعي بأهمية هذا الدور أولا، ثم بناؤه على أسس علمية تربوية سليمة حتى يكون مساهمة ايجابية (لا سلبية) في مسار التلميذ الدراسي والمهني عمليا، يتمثل دور الأستاذ في هذا المجال على ما يلي:
منقول من: Mohamed Elhadi, expérience d’implantation partielle de l’approche orientante dans le contexte collégial marocain, mémoire pour l’obtention de diplôme d’inspecteur en orientation, COPE Rabat, 2009 -
- تحسيس التلاميذ المستمر بأهمية مادته ودورها في بناء مستقبلهم الدراسي وكذا المهني. -
- البحث عن تطبيقات عملية لمكونات المادة المدرسة في المجال المهني وتقديمها للتلاميذ كأمثلة.(دور إتقان اللغات في التواصل المهني مثلا).
- الربط الدائم بين الكفايات المستعرضة (les compétences transversales) التي تهم المادة و الكفايات المطلوبة في مجال التوجيه التربوي. (كفاية العمل بمشروع مثلا).
(ويقصد بالكفايات المستعرضة أو الممتدة تلك الكفايات العامة التي لا ترتبط بمجال محدد أو مادة دراسية معينة, وإنما يمتد توظيفها إلى مجالات عدة أو مواد مختلفة. و لهذا السبب, فإن هذا النوع من الكفايات يتسم بغنى مكوناته, إ ذ تسهم في إحداثه تداخلات متعددة من المواد , كما يتطلب تحصيله زمنا أطول)
- إبداع مواقف وأنشطة تعليمية مرتبطة بالمادة وذات ارتباط بمجال التوجيه وذلك بتنسيق مع المستشار في التوجيه التربوي.
- مساعدة التلاميذ، من خلال الأنشطة التعليمية، على اكتشاف قدراتهم ومواهبهم ومهاراتهم وكذا ميولاتهم المهنية.
- الحرص على جعل التلميذ يطور صورة ايجابية عن نفسه وعن قدراته للرفـــع من مستوى حافزتيه (La motivation).
- توسيع آفاق التلاميذ المهنية بجعلهم يكتشفون أسماء مهن جديدة ومتطلباتها.
- التحقق الدائم من صحة ووثوق المعلومات المتعلقة بالتوجيه التربوي والتي تروج بين التلاميذ و الآباء.
- تصحيح التمثلات الخاطئة المتعلقة بالمسالك الدراسية والمهنية لدى التلاميذ وآبائهم.
وإضافة إلى الدور المهم الذي يلعبه المستشار في التوجيه والمدرس، يبقى لباقي الأطر الإدارية دورها كذلك في تيسير مختلف مهام المتدخلين، وفي الإشراف على مختلف العمليات الإدارية المرتبطة بالمجال، وفي إدراج أنشطة التوجيه ضمن برنامج المؤسسة وفي مشروعها. ولا بد أيضا من تدخل لباقي الفاعلين المهنيين، دون نسيان الدور المهم الذي يجب أن يقوم به الآباء من مواكبة وتتبع لمسارات أبنائهم التعليمية ولاختياراتهم الدراسية.
عبد الكريم بن رزوق، مفتش التوجيه التربوي، نيابة الجديدة
والأكيد أن جل مقاربات التوجيه التربوي تجمع على أن للمدرس تأثير كبير في المسار الدراسي للتلاميذ وفي رسم معالم دراساتهم وتكويناتهم المستقبلية. وذلك بحكم المدة الكبيرة التي يقضيانها مع بعض في الأقسام الدراسية، وبحكم انبهار البعض بهم وبشخصياتهم وبالمواد التي يدرسونها. ولهذا ترى التلاميذ يسألون مدرسيهم عن نظام التقويم المعتمد في المادة المدرسة أو نظام التقويم الإجمالي، وعن مختلف الشعب الدراسية، والفرق بينها وعن المؤهلات التي تتطلبها كل شعبة دراسية... وغالبا ما يجيب الأستاذ من خلال شبكة المعلومات المتوفرة لديه، وتعد إجابة الأستاذ هنا مساهمة في الإعلام المدرسي الذي يرتكز عليه التوجيه، والأكيد أنه إن لم تكن للمدرس معلومات صحيحة كاملة موثوقة ومحينة، أو إذا أجاب بالاعتماد على ماضيه الدراسي، أو إذا كانت لديه تمثلات خاطئة عن الشعب الدراسية ومستقبله الدراسي والمهني... فسيلقي بالتلميذ في اختيارات خاطئة ستخلق له لا محالة صعوبات دراسية تشكل تبعاتها تأثيرات نفسية عميقة، وستؤدي به إلى الفشل. لذا، لا يمكن إنكار ايجابيات مثل هذه الدورات التكوينية، إن هيأت لها الظروف الملائمة. منها معرفة مختلف المتدخلين في عملية التوجيه، والاطلاع على مختلف المعارف المستعملة في حقل التوجيه، من قبيل: المشروع الشخصي، التوجيه النشيط، الإعلام المدرسي، وغيرها كثير. ولا بأس أيضا من معرفة المدرس لحد أدنى من المعلومات التي يمكن أن يفيد بها التلميذ من قبيل مختلف الشعب الدراسية التي يمكنه التوجه إليها، المواد، المعاملات، نظام التقويم... تغيير التوجيه.
ويمكن من خلال هذه الأيام التكوينية أن يصحح المدرس ما راكمه من تمثلات خاطئة عن التوجيه التربوي، كتفضيل شعبة عن أخرى، أو اعتبار التوجيه من اختصاص إطار التوجيه فقط، أو تصنيف المهن إلى ذكورية وغير ذكورية، أو اعتبار التوجيه عملية لحضية... فإذا كان الأستاذ عنصرا فاعلا في التوجيه أثناء البث في قرارات التوجيه من خلال مجالس الأقسام الخاصة بالتوجيه، فقد أضحى من الضروري أن يساهم من مواكبة سيرورة الاختيار لدى التلميذ. وانطلاقا مما سبق يتبين أن للمدرسين دور أساسي ومهم باعتبار تأثيرهم الكبير والواضح في اختيارات التلاميذ. فملازمتهم ومصاحبتهم للتلاميذ تدوم لفترة أطول من أي متدخل آخر. كما أن الأنشطة التعليمية داخل القسم، على اختلافها، تشكل باستمرار فرصة للتلميذ لاكتشاف ذاته ومحيطه التربوي الاجتماعي و الاقتصادي. إذن من الضروري الوعي بأهمية هذا الدور أولا، ثم بناؤه على أسس علمية تربوية سليمة حتى يكون مساهمة ايجابية (لا سلبية) في مسار التلميذ الدراسي والمهني عمليا، يتمثل دور الأستاذ في هذا المجال على ما يلي:
منقول من: Mohamed Elhadi, expérience d’implantation partielle de l’approche orientante dans le contexte collégial marocain, mémoire pour l’obtention de diplôme d’inspecteur en orientation, COPE Rabat, 2009 -
- تحسيس التلاميذ المستمر بأهمية مادته ودورها في بناء مستقبلهم الدراسي وكذا المهني. -
- البحث عن تطبيقات عملية لمكونات المادة المدرسة في المجال المهني وتقديمها للتلاميذ كأمثلة.(دور إتقان اللغات في التواصل المهني مثلا).
- الربط الدائم بين الكفايات المستعرضة (les compétences transversales) التي تهم المادة و الكفايات المطلوبة في مجال التوجيه التربوي. (كفاية العمل بمشروع مثلا).
(ويقصد بالكفايات المستعرضة أو الممتدة تلك الكفايات العامة التي لا ترتبط بمجال محدد أو مادة دراسية معينة, وإنما يمتد توظيفها إلى مجالات عدة أو مواد مختلفة. و لهذا السبب, فإن هذا النوع من الكفايات يتسم بغنى مكوناته, إ ذ تسهم في إحداثه تداخلات متعددة من المواد , كما يتطلب تحصيله زمنا أطول)
- إبداع مواقف وأنشطة تعليمية مرتبطة بالمادة وذات ارتباط بمجال التوجيه وذلك بتنسيق مع المستشار في التوجيه التربوي.
- مساعدة التلاميذ، من خلال الأنشطة التعليمية، على اكتشاف قدراتهم ومواهبهم ومهاراتهم وكذا ميولاتهم المهنية.
- الحرص على جعل التلميذ يطور صورة ايجابية عن نفسه وعن قدراته للرفـــع من مستوى حافزتيه (La motivation).
- توسيع آفاق التلاميذ المهنية بجعلهم يكتشفون أسماء مهن جديدة ومتطلباتها.
- التحقق الدائم من صحة ووثوق المعلومات المتعلقة بالتوجيه التربوي والتي تروج بين التلاميذ و الآباء.
- تصحيح التمثلات الخاطئة المتعلقة بالمسالك الدراسية والمهنية لدى التلاميذ وآبائهم.
وإضافة إلى الدور المهم الذي يلعبه المستشار في التوجيه والمدرس، يبقى لباقي الأطر الإدارية دورها كذلك في تيسير مختلف مهام المتدخلين، وفي الإشراف على مختلف العمليات الإدارية المرتبطة بالمجال، وفي إدراج أنشطة التوجيه ضمن برنامج المؤسسة وفي مشروعها. ولا بد أيضا من تدخل لباقي الفاعلين المهنيين، دون نسيان الدور المهم الذي يجب أن يقوم به الآباء من مواكبة وتتبع لمسارات أبنائهم التعليمية ولاختياراتهم الدراسية.
عبد الكريم بن رزوق، مفتش التوجيه التربوي، نيابة الجديدة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى